الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن مثَل مَن يَعبُد مع الله تعالى غيره كمثَل عبْدٍ فيه شُرَكاءُ مُتَشاكِسون مُتَنازِعون مُتَخاصِمون؛ وجهُ ذلك: أن هذا العابِدَ مع الله تعالى غيرَه لم يَكُن قَلْبه خالِصًا لله تعالى فتَنازَعه الشُّرَكاء من يَمينٍ وشِمال حتى ضاع بينهم.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن الله تعالى يَأتِي بالخبَر أو غيره؛ ثُمَّ يُقرِّر ذلك للمُخاطَب بأحسَن وَجْه، وذلك في قوله تعالى:{هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا}، فإن هذا الاستِفْهام الذي يُراد به النَّفيُ: الغرَض منه تقرير ما ذُكِر وإلزامُ المُخاطَب به.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن الله تعالى مُستَحِقٌّ للحَمْد؛ لكَمال تَوحيده؛ لقوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الحَمْد المُطلَق إنما يَكون لله عَزَّ وَجَلَّ، أمَّا غيره فهو وإن حُمِد فليس حَمْده على الإطلاق، بل يُحمَد على شيء مُعيَّن وجُزء مُعيَّن ممَّا يُحمَد عليه، أمَّا الحَمْد على الإطلاق فهو لله ربِّ العالَمين عَزَّ وَجَلَّ، فهو المَحمود على كل حال، وكان النبيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إذا أَتاه ما يُسَرُّ به قال:"الحَمْدُ للهِ الَّذِي بنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ"، وإذا أَتاه ما يَسوؤُه قال:"الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ"(١).
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أن أكثر بني آدَمَ لا يَعلَمون الحقائِق على ما هي عليه، وإن علِموها لم يَنتَفِعوا بها؛ لقوله تعالى:{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
(١) أخرجه ابن ماجه: كتاب الأدب، باب فضل الحامدين، رقم (٣٨٠٣)، من حديث عائشة - رضي الله عنها -.