الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إثبات الرُّبوبية الخاصَّة لله تعالى في ذلك اليومِ، حيث أَضاف الرُّبوبية إلى الأرض مع أنه ربُّ كلِّ شيء، وإضافة رُبوبية الله تعالى إلى شيء مُعيَّن تَقتَضي تَعظيم هذا الشيءِ، قال تعالى:{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ}[النمل: ٩١]، ولمَّا كان قوله تعالى:{رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ} قد يُوهِم أنه ربٌّ لهذه البَلدةِ دون غيرها؛ قال تعالى:{وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ}.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثبات الكِتاب الذي كُتِبت فيه الأعمال؛ لقوله تعالى:{وَوُضِعَ الْكِتَابُ}.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إثبات الشُّهَداء على الناس بما عمِلوا؛ لقوله تعالى:{وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنه يُقضَى بين الأنبياء عَلَيْهِم السَّلَامُ وبين مَن كذَّبوهم؛ لقوله تعالى:{وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ}.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنه يُقضَى بين العالِم وأُمَّته؛ لقوله تعالى:{بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ} والعلماءُ شُهَداءُ لا شَكَّ، بل هُم رُؤوس الشهداء بعد الأنبياء عَلَيْهِم السَّلَامُ، فالعالِم مُبلِّغ عن الرُّسُل، فيُقضَى بينه وبين مَن بلَغَته الرسالةُ بواسِطتهم.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إثبات القَضاء بين الخَلْق في ذلك اليومِ؛ لقوله تعالى:{وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ}.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن القَضاء لا حَيفَ فيه ولا جَوْرَ؛ لقوله تعالى:{بِالْحَقِّ}،