قوله تعالى:{وَإِذَا مَسَّ} أي: أصاب، و {الْإِنْسَانَ} يقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: المراد به [الكافر] المراد به الكافر، وإنَّما جعل هذا العام خاصًّا لظاهر سياقِ الآية كما يتبَيَّن، وإلا فالأصل أنَّ الإنسانَ من ألفاظ العُمُوم، فـ (أل) فيه لاستغراق الجِنْس.
وعلامة (أل) التي لاسْتِغْراق الجِنْس أن يَحُلَّ مَحَلَّها (كُلٌّ) أي: كُلُّ إنسان، لكن المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ جعله عامًّا أريد به الخاصُّ لقرينة السِّياق، فإنَّ السِّياق يدلُّ على أنَّ المراد به الكافِرُ؛ لأنَّه لا يمكن أن يتأتَّى ما يدل عليه السِّياقُ من مؤمن.
قوله:{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ} ضُرٌّ: نكِرَةٌ في سياق الشَّرْط فتكون عامَّةً، أيَّ ضُرٍّ يكونُ؛ في بدنه، في أهله، في ماله، عام، خاص؛ أي ضرٍ يكون يدخل في قوله:{ضُرٌّ}.
قوله:{دَعَا رَبَّهُ} ولم يقل: دعا الله، ففي هذه الحال - أي في إصابة الضر - عرف ربَّه وأنه لا مَلْجَأَ منه إلا إليه، فيدعو ربَّه معتقدًا أنه ربُّه يَمْلِك ما شاء ويتصَرَّفُ فيما شاء.