وقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ:[إن لم تَتوبوا] لا حاجةَ إليها؛ لأن الله تعالى قال:{وَأَنِيبُوا}{وَأَسْلِمُوا} مِن قَبْل هذا الشيءِ، وإذا أَناب وأَسلَم قبل هذا الشيءِ فقد تاب وحينئذٍ لا يَنزِل به العذاب.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَة الأُولَى: وُجوب الإنابة إلى الله تعالى؛ لقوله تعالى:{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} والأصل في الأَمْر الوجوبُ إلَّا بدليل.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أنه لا بُدَّ من الإِسلام لله تعالى ظاهِرًا وباطِنًا، فمَن أَسلَم قَلْبه لله تعالى لزِم أن يُسلِم جَوارِحه لله تعالى؛ لقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كلُّهُ"(١). ومَن أَسلَم ظاهِرًا لا باطِنًا فإن إسلامه لا يَنفَعه كإسلام المُنافِقين، فالإِسلام يَكون في الباطِن وَيتبَعه الإِسلام في الظاهِر، وَيكون في الظاهِر دون الباطِن، ولا يَكون في الباطِن دون الظاهِر؛ لأنه إذا أَسلَم قَلبُه لله تعالى أَسلَمَتْ جوارِحُه:"أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ"، وأمَّا المُكرَه فإنه لا حُكمَ لفِعْله؛ لأنه سقَط عنه التَّكليف.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: الحذَر من نُزول العَذاب عند المُخالَفة؛ لقوله تعالى:{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ} فلا أحَدَ يَأمَن عَذاب الله تعالى، فأَنت إذا لم تَتُبْ إلى الله
(١) أخرجه البخاري: كتاب الإيمان, باب فضل من استبرأ لدينه، رقم (٥٢)، ومسلم: كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، رقم (١٥٩٩)، من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -.