قوله تعالى:{وَأَشْرَقَتِ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [أَضاءَت]، ومنه: أَشرَقتِ الشمسُ، إذا انتَشَر ضَوؤُها، وشرَقَتْ إذا برَزَت، ويُقال: شرَقَتِ الشمسُ. إذا ظهَرَتْ على الأفُق، وأَشرَقَت، إذا ارتَفَعَت أو استَطار ضَوْؤُها؛ ولهذا تُسمَّى الصلاة التي بعد ارتِفاعها قِيدَ رُمْح تُسمَّى:(صلاةَ الإِشْراق) لا صلاةَ الشُّروق، إذِ الشُّروق ظُهور الشمس في الأُفُق، والإشراق ارتِفاعها واتِّساع ضَوْئِها.
وهنا يَقول تعالى:{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} بنور الله تعالى الذي هو نوره، وليس بنور المَخلوق، فإضافة النور إلى الربِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من باب إضافة الصِّفة إلى مَوْصوفها، أي: أن الله جَلَّ وَعَلَا يُنير الأرض بنُوره؛ يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{بِنُورِ رَبِّهَا} حين يَتجَلَّى] أي: يَظهَر [لفَصْل القَضاء]، فيَأتي عَزَّ وَجَلَّ للقَضاء بين العِباد.
فإن قال قائِل: إنه نورٌ مَخلوق، وأَضافه الله تعالى إلى نَفْسه إضافةَ مَخلوق إلى خالِقه مثل قوله تعالى:{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}[الشمس: ١٣]، وبيت الله؟
فالجَوابُ: أن هذا خِلاف الظاهِر، فالله تعالى يَقول:{بِنُورِ رَبِّهَا}، والله تعالى له نور، يَقول تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فكل إنسان يُحرَّف الكلِم عن