قال تعالى:{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} قوله: {أَلَا} أداة اسْتِفْتاح، وهي حرفٌ يراد به التَّنْبيهُ؛ لأنَّ المُتَكَلِّمَ إذا قال:(ألا) انتبَه المخاطَبُ.
وقوله:{لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} الجارُّ والمجرور خبَرٌ مقدَّم، و {الدِّينُ} مبتدأ مؤخَّرٌ، ويفيد تقديمُ الخَبَر الحَصْرَ؛ أي لله وحده.
وقوله:{الدِّينُ} يعني: العَمَل الذي يُراد الثَّوابُ عليه.
وقوله:{الْخَالِصُ}، يعني: النَّقِي من الشوائب والشِّرْك؛ أي: إنَّه يجب على العاقل أن يجعل الدِّينَ الخالِصَ لله وحده؛ إذ كيف يليق بالعاقل أن يتعبَّد بالحَقِّ لله من أجل التَّقَرُّب إلى غيره؟! هذا خلاف العَقْل، فإذا قام الإنسان يصلي من أجل أن يراه النَّاس فهو سفيهٌ في عَقْله، ضالٌّ في دينه.
ولكن: كيف تجعل الحَقَّ الخالص لله تَجْعَلُه للنَّاسِ؟
الجواب: نعم، العمل الذي للنَّاس للنَّاس، لكن العمل الذي لله يجب أن يكون لله؛ ولهذا قال:{أَلَا لِلَّهِ} وَحْدَهُ {لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} فلا يجوز أن نجعله لغيره.