قال الله تعالى:{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [كمَن طبَع اللهُ على قَلْبه {أَفَمَنْ} الهَمْزة للاستِفهام والفاء عاطِفة، واختَلَفوا في المَعطوف عليه على قولين: إمَّا شيء مُقدَّر، أو على ظاهِر ما سبَقَ.
ويُحتَمَل أن يُراد ما في الصَّدْر، ويَكون المَعنَى أن الله تعالى يُوسِّع القَلْب فيَجعَله مُنفَتِحًا للإسلام لا يَضيق به ذَرْعًا، ويُحتَمَل أنه الصَّدْر نَفْسه؛ لأن الإنسان يُحِسُّ بالشيء إذا أَغمَّه أن صَدْره ضاق، وإذا جاءَه ما يُفرِحه نَفْس الصَّدْر يَنشرِح - وإن كان الأصل القَلْب، لكن مكان القَلْب يَكون فيه اتِّساع وضِيق - وهذا شيءٌ مُشاهَد، فإبقاء الآية على ظاهِرها، وهو أن المُراد بالصَّدْر حقيقته، أي: أن حقيقة الصَّدْر أَوْلى، فيَنشَرِح الصدر للإسلام، ويَتقبَّل جميع شرائعه؛ إن أُمِر بالشيء انشَرَح لقَبوله والعمَل به، وإن نُهِيَ عن شيء انشَرَح لقَبوله واجتِنابه، وإن أُخبِر عن شيء انشَرَح لقَبوله وتصديقه وهكذا، وقِسْ هذا برجُل فاسِق إذا أمَرْته بالصلاة تَجِده يَضيق صَدْره