قوله تعالى:{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ}: (يوم) هذه ظَرْف تَحتاج إلى مُتعلِّق؛ لأن كل ظَرْف أو جارٍّ ومَجرور فلا بُدَّ له من شيء يَتعلَّق به؛ لأن الظرف والجارَّ والمَجرور لا يُمكِن أن يَكون عامِله مَعنويًّا، لا بُدَّ أن يَكون عامِله لفظيًّا، بخِلاف غيرهما، فإنه قد يَكون عامِله مَعنوِيًّا فيَكون مُبتَدَأ، لكن الظرف لا يَكون مُبتَدَأ، والجارُّ والمجرور لا يَكون مُبتَدَأ، فلا بُدَّ له من عامِل لَفْظيٍّ، والعامِل اللفظيُّ إمَّا فِعْل، وإمَّا ما كان بمَعنَى الفِعْل كاسْمِ الفاعِل واسم المَفعول، وعلى هذا يَقول ناظِمُ الجُمَل:
إذن: قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ}: {وَيَوْمَ} هذه ظَرْف تَحتاج إلى مُتعلَّق، ومُتعَلَّقها الفِعْل الذي بعدَه {تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا} يَعنِي: وتَرَى الذين كذَبوا على الله يوم القيامة {وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}، ولكن قدَّم المَعمول للأَهمِّيَّة؛ لأن المُهِمَّ التَّحدُّث عن هذا اليوم.