فهم يَرَوْنهم ويَتَحدَّثون معهم؛ لأن في هذا أَكبَرَ إغاظةٍ لهم، وهذا ألَمٌ قَلْبيٌّ أشَدُّ من الألَم البدَني، نَسأَل الله تعالى العافيةَ.
وهل يَشفَعون لهم؟
أَقول: لا؛ لأن الكُفَّار لا يُشفَع لهم؛ لأنه لا شَفاعةَ إلَّا بإِذْن الله تعالى ولا أَذِنَ الله تعالى ولا يَرضَى، أمَّا غير الكُفَّار فيَشفَعون لهم بإِذْن الله تعالى.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَة الأُولَى: أن الجَزاء من جِنْس العمَل؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا}.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إثبات الكَسْب للعَبْد، فيَكون فيه رَدٌّ على الجَبْرية الذين يَقولون: إن الإنسان مُجبَرٌ على عمَله، فنَقول لهم: بل الإنسان غير مُجبَر، وعمَلُه مِن كَسْبه.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: تَوبيخ هؤلاء المُعذَّبين حيث نزَل بهم ما كانوا به يَستَهزِئون، وقد قال الله تعالى: إنه يُقال لهم: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ}[الطور: ١٥].
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: لأنهم كانوا في الدنيا يَسخَرون بمَن جاء بهذا النَّبأِ، ويَقولون: إنه سِحْر. فيُوبَّخون يوم القيامة، ويُقال لهم:{أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الاستِهْزاء بالله تعالى وآياتِه سببٌ للعَذاب، وهو كُفْر مُخرِجٌ