قوله تعالى:{فَمَنْ}: (مَنْ) هذه استِفْهامية، وقوله تعالى:{إِذْ جَاءَهُ}: (إِذْ) ظَرْفٌ بمَعنى: حين؛ والاستِفهام في قوله:{أَلَيْسَ} للتَّقرير.
يَقول الله تعالى:{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ} هذا الاستِفْهام هنا بمَعنَى النفيِ، أي: لا أحَدَ أَظلَمُ ممَّن كذَب على الله تعالى.
يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{فَمَنْ} أي لا أَحَدَ] وتَحويل المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ الاستِفهامَ إلى نفيٍ يُفيد أن مَعنَى الاستِفْهام النفيُ، والمَعنَى: لا أحَدَ أَظلَمُ فلا أحَدَ ممَّن كذَب على الله تعالى، أي: قال عليه الكذِب.
قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ:[بنِسْبة الشَريك والولَد إليه] وهذا على سَبيل التَّمثيل لا الحَصْر، فمَن قال: إن لله ولَدًا فقَد كذَب على الله تعالى، ومَن قال: إن لله تعالى شَريكًا. فقد كذَب على الله تعالى؛ لأن الله تعالى لا يُوصَف بهذه الصِّفاتِ التي وصَفوه بها، ومَن فعَل ذلك فقد كذَب على الله تعالى، ومَن قال: إن الله مُماثِلٌ لخَلْقه. فقد كذَب على الله تعالى، ومَن قال: إن الله حَرَّم السائِبة والوَصيلة والحامِ. فقد كذَب على الله تعالى.