الجَوابُ: نعَمْ؛ لأنهم يَستَجيبون لله عَزَّ وَجَلَّ {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، فنَفْيُ العِصيان عنهم يَدُلُّ على أنهم يُكلَّفون بالشيء، وعلى أن العِصيان منهم مُمكِن عَقْلًا، لكنهم لا يَعصون الله تعالى ما أمَرَهم.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إظهار عظَمة الله في ذلك اليومِ، حيث تَحُفُّ جنودُه بعَرْشه، وهذا من مَظاهِر العظَمة وكمال السُّلْطان: أن يُرَى الجُنودُ حافِّين بمالِكهم وخالِقهم وسيِّدهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
فإن قال قائِل: قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} ألَا يَدُلُّ هذا على أن للعَرْش جوانِبَ وأركانًا؟
فالجَوابُ: بلى، هو كذلك، والحديث الثابِت في الصحيحين: أن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَكون آخِذًا بقَوائِمِ العَرْش (١).
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: الثناء على المَلائِكة وذلك بحُسْن انتِظامهم بحَفِّهم من حول العَرْش، وهذا حُسْن فِعْليٌّ، وبكونهم يُسبِّحون الله تعالى بحَمْده وهذا حُسْن قَوْليٌّ،
(١) أخرجه البخاري: كتاب الرقاق، باب نفخ الصور، رقم (٦٥١٨)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى - صلى الله عليه وسلم -، رقم (٢٣٧٣)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.