قوله تعالى:{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}: {قُلْ} الخِطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو لكل مَن يَتأتَّى خِطابه ويَصِحُّ، وهذا الأخيرُ أعَمُّ من الأوَّل؛ لأنه يَشمَل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وغيره؛ فقوله تعالى:{قُلْ} أيها المُخاطَبُ - الأهل للخِطاب -: {لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}، {لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ} جُملة خبَرية تُفيد الحَصْر، وطريقه أن الخبَر تَقدَّم وحقُّه التأخيرُ، وكل تَقديمٍ لما حَقُّه التأخير يُفيد الحَصْر، والمَعنَى: لله الشَّفاعة لا لغيرِه فهو الذي يَملِكها، واللَّام في قوله تعالى:{لِلَّهِ} للمِلْك يَعنِي: هو الذي يَملِك الشفاعة، أي: يَملِك أن يَأذَن فيها.
وقد بيَّنَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن للشَّفاعة ثلاثةَ شُروط: