قوله تعالى:{قِيلَ} فِعْل ماضٍ مَبنيٌّ لما لَمْ يُسمَّ فاعِله، وقال بعض العُلماء رَحِمَهُ اللهُ: إنه أَبهَم الفاعِل ليُفيد أن كل الكون يَقول لهم هذا، {قِيلَ} يَعنِي: من قِبَل المَلائِكة، من قِبَل أهل الجَنَّة، من قِبَل كلِّ مَن شهِد.
وقوله تعالى:{ادْخُلُوا} فِعْل أَمْر للإهانة، وليس للإكرام؛ لأن مَن قيل له: ادخُلِ النار. فإنه ليس بمُكرَم - أَعوذ بالله -، ولكنه مُهان.
وقوله تعالى:{أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} سبَقَ لنا أنها بنَصِّ القرآن سبعةُ أَبواب.
وقوله تعالى:{خَالِدِينَ فِيهَا} حال من الواو في قوله تعالى: {ادْخُلُوا}، يَعنِي: حال كونكم خالِدين فيها؛ قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ:[مُقدِّرين الخلود] يَعنِي: مَعناها: أن الحال مُقدَّرة؛ لأن الخُلود يَأتي بعد الدُّخول، يَدخُلون أوَّلًا ثُمَّ يُخلَّدون ثانيًا، فالحال إذا لم تَكُن مُصاحِبة تَكون حالًا مُقدَّرة.
والخُلود في الأصل: المُكْثُ الطويل، وقيل: المُكثُ الدائِم، فعلى القول الأوَّلِ يَكون ذِكْر التأبيد بعد الخُلود تَأسيسًا، وعلى القول الثاني - أن الخُلود هو البَقاء الدائِم - يَكون ذِكْر التَّأبيد بعد الخُلود تَوْكيدًا، وأيًّا كان فإن الله تعالى قد صرَّح في ثلاث آيات