قوله تعالى:{فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ} أي: أَصابه، والمُراد بالإنسان هنا: الجِنْس، وقيل: المُراد به: الكافِر، فأمَّا مَن قال: المُراد به: الجِنْس، وإنه شامِل للمُؤمِن والكافِر قال: إن هذه هي طَبيعة الإنسان، وإن المُؤمِن الذي يَعتَرِف لله تعالى بالنِّعَم وَيشكُرها، وهذا خارِجٌ عن طبيعة الإنسان، يَعنِي: أن الله تعالى مَنَّ عليه، فخرَج عن مُقتَضى طبيعة البَشَر.
وأمَّا مَن قال: إن المُراد به أيِ: الإنسان الكافِر، فيَكون من باب العامِّ الذي أُريد به الخاص، قال: لأن هذا الوَصفَ المَذكور لا يَكون إلَّا من الكافِر، هو الذي إذا مسَّه الضُّرُّ ابتَغى، يَعنِي: رجَع إلى الله تعالى، وإذا أَعطاه النِّعْمة بطِر بها وقال: ليس لأحَد عليَّ فيها فَضْل، وإنما ذلك على عِلْم، وهذا الأخيرُ أقرَبُ؛ لأن المُؤمِن إذا خوَّله الله تعالى نِعْمة شكَر ولم يَقُل: أُوتيتُه على عِلْم.
قال رَحِمَهُ اللهُ: [{فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ} الجِنْس]، يَعنِي: المُراد بالإنسان الجِنْس، فيَشمَل المُؤمِن والكافِر، ولكن تَبيَّن ممَّا تَكلَّمنا فيه أن الظاهِر أن المُراد به: الكافِر فيَكون عامًّا أُريد به الخاصُّ، والعامُّ الذي يُراد به الخاصُّ مَوْجود في اللغة العربية