للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بكَثْرة، مثل قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران: ١٧٣]، فنَحْن نَعلَم أنه ليس كل الناس جاؤُوا يَقولون بل القائِل واحِد، وقوله تعالى: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} أيضًا نَعلَم أنه ليس جميع الناس جمَعوا، وإنما المُراد واحِد أو أُناس مُعيَّنون، أمَّا كل بنو آدَمَ فلا، فالمُراد بالإنسان هنا: [الجِنْس] على قول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ، وعلى القول الذي اختَرْناه (الكافِر).

فإذا قال قائِل: يَقول الله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} كيف يَكون المُراد بالإنسان الجِنْس والكُفَّار كلهم لا يَعلَمون؟

فالجَوابُ: هناك بعض الكُفَّار يَعلَم حَقَّ ما هو عليه، لكنه مُعانِد.

وإذا قِيل: في الآية: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} يَقول في الحاشِية: فيه دَلالة على أن المُراد بالإنسان الجِنْس، فكيف استَدَلَّ بهذا؟

الجَوابُ: لمَّا قال: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} فإن هناك مَن يَعلَم وهُمُ المُؤمِنون، فيَكون المرادُ بـ {أَكْثَرَهُمْ} الجِنْس؛ لأن غير المُؤمِن كلهم لا يَعلَمون، والراجِح أنه الكافِر.

والجوابُ عن هذا: أن نَقول: مِن الكُفَّار مَن يَعلَم، لكنه مُستَكبِر.

فإذا قال قائِل: هناك بعض المُؤمِنين ناقِصو الإيمان إذا أُوتي النِّعْمةَ قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أَلَا يُؤيِّد أن الإنسان المَقصود به الجِنْس؟

فالجَوابُ: نعَمْ، لكن هو كافِر بهذه المَقالةِ، ليس كافِرًا كُفرًا مُخرِجًا عن المِلَّة، إنما هو بهذه المَقالةِ كافِر.

وقد يَكون كافِرًا كُفْرًا مُخرِجًا عن المِلَّة، إذا اعتَقَد أن الله تعالى ليس له سبَب في

<<  <   >  >>