قوله تعالى:(الذي) مُبتَدأ، وخبَرُه جملة:{أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} فتَضمَّنَت هذه الجُملةُ جُمْلتين جملةً كُبرى وجملةً صُغرى؛ فالجُملة الكُبرى هي المُتضَمِّنة للمُبتَدَأ والخبَر، والصُّغرى هي الخبَر المُكوَّن من مُبتَدَأ وخبَر، فالجُمْلة الصُّغرى هي ما وقَعَت خبَرًا، وتُسمَّى: جملةً صُغرى؛ لأنها في مَقام المُفرَد والجُملة الكبرى هي المُكوَّنة من مُبتَدَأ وخبَر أو فِعْلٍ ومَعموله.
وقوله تعالى:{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} فيه شيء من الإشكال يَتَبادَر إلى الذِّهْن وهو أَخبَر عن الذي، وهو اسمٌ مُفرَد بكلِمة دالَّة على الجَمْع وهي قوله تعالى:{أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} ولم يَقُل: أُولئك هو المُتَّقي؟ ووجهُ ذلك: أن (الذي) اسمٌ مَوْصولٌ والاسمُ المَوْصول يُفيد العُموم حتى وإن كان مُفرَدًا فإنه يُفيد العُموم؛ ولهذا صحَّ الإخبار عنه بالجَمْع مع كونه مُفرَدًا.
يَقول الله عَزَّ وَجَلَّ:{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}: (الذي جاءَ بالصِّدْق) عامٌّ يَشمَل: كل مَن جاء بالصِّدْق، من الرسُل عليهم الصلاة والسلام والأنبياء والصادِقين من غيرهم.