{وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ} فدَلَّ هذا على أن مَن كذَّب بالصِّدْق فهو داخِل في هذا الوَصفِ الذي هو أظلَمُ مَن قام بهذا العمَلِ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: الثَّناء على الصادِقين، ووجهُ ذلك: أن مَن كذَّبهم فهو داخِلٌ في هذا الجُرمِ الذي هو أَظلَمُ ما يَكون.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن مَن كذَّب بالشيء المُباشِر له فهو أَعظَمُ مِمَّن كذَّب بما سَمِع؛ لأن الواسِطة بينه وبين الواقِع قد تُضعِف مَقام الصِّدْق عنده؛ لقوله تَبَارَكَ وَتَعَالَى:{إِذْ جَاءَهُ}.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: تَقرير كون النار مَثوًى للكافِرين.
الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: بَيان أن ما يُطلِقه كثيرٌ من الناس اليومَ إذا مات الإنسان قالوا: (ذَهَبَ إِلَى مَثْواهُ الأَخيرِ)، فإن هذه الكلِمةَ لو أخَذْناها بظاهِرها لكانت تَتَضمَّن إنكار البَعْث، فإذا جُعِل القَبْر هو المَثوَى الأخيرَ فلا بَعْثَ، والمَثوَى الأخير هي إمَّا الجَنَّة وإمَّا النار، وعلى هذا فيَجِب التَّنبُّه لهذه العِبارة، وأن يُقال: إن هذه عِبارة مُتَلقَّاة ممَّن يُنكِرون البَعْث، ولكن كَثيرًا من العامَّة يَأخُذون الكلِماتِ لا يُفكِّرون في مَعناها!.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أنه لا يُخلَّد المُؤمِن في النار؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}، والمُؤمِن ليست النار مَثوًى له، بل إِنْ عُذِّب في النار على قَدْر ذَنْبه فمَآله إلى الجَنَّة.