قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ} أي: دون آلِهَتهم {اشْمَأَزَّتْ} نفَرَت] والمَعنَى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}: (إذا ذُكِر الله) يَعنِي: أُثْنِيَ عليه بالذِّكْر والإِخْلاص، وأنه هو الربُّ المَعبود، وأن غيره لا يَستَحِقُّ العِبادة، وإذا ذُكِر على هذا الوجهِ {اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} يَعنِي: نفَرَت من هذا وكرِهته؛ لأنها لا تُريد هذا، تُريد أن تَكون آلِهتها مُساوِيةً لله عَزَّ وَجَلَّ.
وقوله رَحِمَهُ اللهُ: [{اشْمَأَزَّتْ} نَفَرَت وانقَبَضَت] فتَنفِر ولا تَقبَل الحقَّ، وتَنقَبِض ولا تَنشَرِح للحَقِّ {قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} أي: لا يُقِرُّون بها، ولا يَعتَرِفون بها؛ لأنهم قالوا:{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} قال الله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}[الجاثية: ٢٤]، وهم {الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} ولو أنهم آمَنوا بالآخِرة لعمِلوا لها، ولو كانوا إذا ذُكِر الله تعالى وحدَه استَبْشَروا وفرِحوا.
وقوله رَحِمَهُ اللهُ: [{وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} الأصنام] يَعنِي: إذا ذُكِر الذين