قوله تعالى:{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} الإنابة بمَعنَى: الرجوع التامِّ إلى الله تعالى، ويكون بالإقلاع عن المَعصية والانضِمام في سِلْك الطائِعين. يَعنِي: أن الإنابة لا يَصْدُق الاتِّصاف بها إلَّا بالرُّجوع إلى الله تعالى من المَعصية إلى الطاعة {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ}.
وفي قوله تعالى:{إِلَى رَبِّكُمْ} هنا الرُّبوبية يُحتَمَل أن تَكون عامَّة، ويُحتَمَل أن تَكون خاصَّةً، فهي بعد الإنابة من الرُّبوبية الخاصَّة.
وقوله تعالى:{وَأَسْلِمُوا لَهُ} أي: انقادُوا له، فالإنابة تَكون بالقَلْب بالرجوع إلى الله تعالى، يُنيب الإنسان أي: يَرجع إلى الله تعالى، {وَأَسْلِمُوا لَهُ} أيِ: انقادُوا له؛ لأن الإِسلام والاستِسْلام، وهذه المادَّةُ كلُّها تَدُلُّ على الانقياد.
قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} ارجِعوا {وَأَسْلِمُوا} أَخلِصوا العمَل {لَهُ}] يَعنِي: ارجِعوا إلى ربِّكم من مَعاصيه إلى طاعته، ومن البُعْد عنه إلى القُرْب،