قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى:{قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ} الخِطاب هنا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقوله تعالى:{قُلْ يَاقَوْمِ} المُراد بهم مَن كذَّبوه وعانَدوه.
وقوله تعالى:{يَاقَوْمِ} هذه مُنادى، وأَصلُها: يا قَوْمي، ولكنها حُذِفت الياء للتخفيف، وبَقِيَت الكَسْرة دَليلًا عليها، وعليه فنَقول في إعرابها:(قَومِ) مُنادى مَنصوب بفَتْحة مُقدَّرة على ما قَبْل ياء المُتكلِّم المحذوفة للتَّخفيف.
وقوله تعالى:{اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} يَعنِي: على ما أنتم عليه من الكُفْر والعَداوة والإيذاء، فإن ذلك لا يُهِمُّني، ولن يَمنَعَني من أن أَستَمِرَّ في عمَلي؛ ولهذا أَكَّد قوله تعالى:{إِنِّي عَامِلٌ} يَعنِي: عامِلٌ على ما أنا عليه، فأنتمُ اعمَلوا ونحن سنَعمَل، وهذا كقوله تعالى:{وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}[هود: ١٢٢].
قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} على حالتكم]، فالمَكانة بمَعنَى الحالِ، وكما ذكَرْنا في التفسير: المكانة أي: ما كُنْتم عليه، وهي بمَعنى الحال في كلام المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ:[إني عامِلٌ على حالَتي]، وفَهِم أن التَّقدير (على حالَتي)؛ لأنها مُقابِلٌ إلى قوله تعالى:{اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} يَعنِي: إني عامِلٌ على مَكانتي،