يَكون للمُستَقبَل، أمَّا المُستَقبَل فقال تعالى:{لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ}، وأمَّا الماضي فقال تعالى:{وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} أي: لا يَحزَنون على ما مضَى؛ لأنهم لم يُفرِّطوا فيه، بل عرَفوا قَدْر الزمَن، وعمِلوا فيه ما نجَوْا به من عَذاب الله عَزَّ وَجَلَّ.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَة الأُولَى: فضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على المُتَّقين، حيث يُنجِّيهم إلى مكان الفَوْز.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: فضيلة التَّقوى وآثارها وثمَراتها، وقد ذكَر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في القرآن الكريم من ثمَراتها شيئًا كثيرًا.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن هؤلاءِ الناجِين لا يَمَسُّهم سوء في المُستَقبَل، ولا يَحزنون على شيء مضَى، وبذلك يَتِمُّ نعيمهم؛ لأن النعيم يَنقُص إذا أصاب الإنسانَ همٌّ أو غمٌّ للمُستَقبَل، وَينقُص أيضًا إذا أَصابَه حُزْنٌ على الماضي، أمَّا إذا عرَف أنه كَسَب الماضيَ وأنه لن يَنالَه سوءٌ في المُستَقبَل فسوف يَتِمُّ له النعيم.