قوله تعالى:{لَهُمْ} أي: لهؤلاء المُتَّقين {مَا يَشَاءُونَ} أيِ: الذي يَشاؤُونه {عِنْدَ رَبِّهِمْ} وهو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأَضاف الربوبية إليهم على وجه الخُصوص؛ لأن الرُّبوبية إلى المُتَّقين رُبوبيةٌ خاصَّة ليست كالربوبية العامة التي تَشمَل الكافِر والمُؤمِن والبَرَّ والفاجِر، وإنما هي رُبوبية خاصَّة.
وقوله تعالى:{ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}: {ذَلِكَ} أي: كون جزائِهم ما يَشاؤَون.
وقوله تعالى:{جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} أيِ: المُحسِنين الذين أَحسَنوا في عِبادة الله تعالى وأَحسَنوا إلى عِباد الله تعالى، فالإحسان في عِبادة الله تعالى يُفسَّر بما فسَّره به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بأن تَعبُد الله كأنَّك تَراه، فإن لم تَكُن تَراه فإنه يَراك، والإحسان في مُعامَلة الخَلْق أن تَأتِيَ إليهم ما تُحِبُّ أن يُؤتَى إليك، وتُحِبَّ لهم ما تُحِبُّ لنَفْسك.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَة الأُولَى: أن هؤلاءِ المُتَّقين لهم ما يَشاؤُون عند الله تعالى في الآخِرة في الجَنَّة، وقد بيَّن الله تعالى في آيةٍ أُخرى أن لهم زِيادةً على ذلك؛ فقال تعالى:{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}[ق: ٣٥] , وقد فُسِّرت الزيادة: بأنها النظَر إلى وَجْه الله عَزَّ وَجَلَّ