يَعنِي: أو تَقول نَفْس، وهذه مَعطوفة على قوله تعالى:{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ}.
وقوله تعالى:{أَوْ تَقُولَ} أي: النفسُ [{لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} بالطاعة فاهتَدَيْت {لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}] {لَوْ} هذه شَرْطية، فِعْل الشرط فيها مَحذوف، وجوابُ الشَّرْط فيها قوله تعالى:{لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، وتَقديره - أي: تَقدير المَحذوف وهو فِعْل الشَّرْط - لو ثبَت أن الله هَداني لكُنتُ من المُتَّقين.
وهذا احتِجاجٌ بالقدَر، يَعنِي: لو أن الله تعالى هَداني ووفَّقَني فاهتَدَيْت لكُنتُ من المُتَّقين، فهي تَنْدَم وتَحْتَجُّ، يَعنِي: جمَعت بين الندَم على عدَم التَّقوى والهِداية، وبين الاحتِجاج كقول القائِل: لو أَعطَيْتَني أُجرةً لعمِلْت لكَ، ولو أَطْعَمْتَني لشَبِعت. يَعنِي: فلم تُطعِمْني ولم تُعطِني أُجرة. فهُمْ يَقولون: لو أن الله تعالى هَداني لاهتَدَيْت وكُنتُ من المُتَّقين.
وعلى هذا فالمُرادُ بالهِداية هنا هِدايةُ التَّوْفيق، ويَكون هذا احتِجاجًا من النَّفْس بقَدَر الله تعالى على الضلال - والعِياذُ بالله -.
وقوله تعالى:{لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [عَذابَه] وهذا