الْفَائِدَة الأُولَى: جَهالة أُولئِك الذين يَأمُرون بعِبادة الأَصنام.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن هؤلاء الجاهِلين حاوَلوا أن يَجعَلوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفسَه يَعبُد الأصنام مع أنه إنما جاء لتَوحيد الله عَزَّ وَجَلَّ وحدَه.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن الربَّ عَزَّ وَجَلَّ عِبادته عِلْم ورُشْد؛ لأنه إذا كانت عِبادة غيره جَهْلًا فعِبادته عِلْمٌ ورُشْد.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنه إذا كان المُشرِكون يُحاوِلون أن يُشرِك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فما بالُكَ بأَتباع الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟! فإنهم سوف يُحاوِلون أن يَجعَلوهم مُشرِكين أكثَرَ من مُحاوَلتهم إشراكَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويَتفَرَّع على هذه الفائِدةِ: الحذَرُ من دُعاة الشِّرْك والكُفْر، مثل دُعاة النَّصرانية اليومَ، فإن النَّصارى - علَيْهم لَعْنة الله تعالى إلى يوم القِيامة - يُحاوِلون بكل ما يَستَطيعون أن يُضلِّلوا المُسلِمين، وأن يُنصِّروهم، وإذا عجَزوا عن ذلك فعلى الأقَلِّ أن يُخرِجوهم من دِينهم وإن لم يَدخُلوا دِين النَّصْرانية، وهذا الآنَ واضِح، فتَجِدهم يُنشِئُون الإذاعاتِ القويَّةَ الواضِحة من أَجْل دعوة المُسلِمين إلى النَّصْرانية، وتَجِدهم يَكتُبون الكِتاباتِ الكثيرةَ من رسائِلَ وكتُبٍ أكبَرَ يَبُثُّونها بين المُسلِمين، وتَجِدهم أيضًا يَكتُبون الإنجيل كِتابةً ككِتابة المُصحَف تمامًا مُفصَّلًا مُعرَبًا مَشكولًا؛ حتى يَظُنَّه العامِّيُّ من الناس الذي لم يَعرِف القرآن أنه هو القُرآن، وتَجِدهم أيضًا يَذهَبون إلى البِلاد الفَقيرة العاجِزة، ويُنشِئُون فيها المَدارِس والمَرافِق، ثُمَّ الكَنائِس من أَجْل إبلاغ الناس.