قال رَحِمَهُ اللهُ: [{لِلْمُتَكَبِّرِينَ} عن الإيمان] وعن الأعمال أيضًا، فكُلُّ مُتكبِّر - والعِياذُ بالله - فهو من أصحاب النار.
قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ:[بلى] هذا جَوابُ: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ}، وإذا جاءت مثل هذه الصِّيغةِ في القُرآن فجَوابها:(بلى)؛ فإذا قرَأْت قوله تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} أو قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ}[الزمر: ٣٧]، أو قوله تعالى:{أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، أو قوله تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فالجوابُ: بلى. وهكذا.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَة الأُولَى: إثبات قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ} ويوم القيامة هو يوم قِيام الساعة، وسُمِّيَ بذلك لأن الناس يَقومون من قُبورهم لربِّ العالَمين؛ ولأنه يُقام فيه العَدلُ؛ ولأن الأَشهاد تَقوم فيه؛ لقوله تعالى:{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[المطففين: ٦]؛ ولقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}[الأنبياء: ٤٧] ولقوله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}[غافر: ٥١].
فهذا هو سبَب تَسمية يوم القيامة.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: سُوء عاقِبة الكاذِبين على الله تعالى؛ لقوله تعالى:{وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}.