للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللغة العربية افتَقَرت إلى هذه الكلِمةِ فعرَّبتها وأَدخَلَتْها في لسان العرَب.

قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{مَثْوًى} مَأوًى] فالمَثوَى والمَأوَى بمَعنًى واحِد، والمُراد بالمَثْوى والمَأْوَى: المَقَرُّ والمَسكَن.

قال رَحِمَهُ اللهُ: [{لِلْمُتَكَبِّرِينَ} عن الإيمان] وعن الأعمال أيضًا، فكُلُّ مُتكبِّر - والعِياذُ بالله - فهو من أصحاب النار.

قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [بلى] هذا جَوابُ: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ}، وإذا جاءت مثل هذه الصِّيغةِ في القُرآن فجَوابها: (بلى)؛ فإذا قرَأْت قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} أو قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ} [الزمر: ٣٧]، أو قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، أو قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فالجوابُ: بلى. وهكذا.

[من فوائد الآية الكريمة]

الْفَائِدَة الأُولَى: إثبات قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ} ويوم القيامة هو يوم قِيام الساعة، وسُمِّيَ بذلك لأن الناس يَقومون من قُبورهم لربِّ العالَمين؛ ولأنه يُقام فيه العَدلُ؛ ولأن الأَشهاد تَقوم فيه؛ لقوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: ٦]؛ ولقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: ٤٧] ولقوله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: ٥١].

فهذا هو سبَب تَسمية يوم القيامة.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: سُوء عاقِبة الكاذِبين على الله تعالى؛ لقوله تعالى: {وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}.

<<  <   >  >>