فالاستِفهام إذَنْ في هذه الآيةِ:{أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} - والجَوابُ: بلى - استِفهام تَقرير.
وقوله تعالى:{جَهَنَّمَ} اسمٌ من أسماء النار - أَعاذَني الله تعالى وإيَّاكم منها - وهل هو اسمٌ مُعرَّب، أو هو اسمٌ عرَبيٌّ على وَزْن فَعلَل؟
في ذلك قولان:
منهم مَن قال: إنه اسم مُعرَب وأصلُه في الفارسية: (كهَنّام) فعُرِّب فآلَ إلى جَهنَّمَ. وقيل: بل هو اسمٌ عرَبيٌّ على وَزْن فَعلَّل، مَأْخُوذ مِنَ الجُهمة وهي الظُّلْمة؛ لأن النار - والعِياذُ بالله - سَوداءُ مُظلِمة.
وإذا دار الأمرُ بين أن تَكون الكلِمة أصيلة أو دَخيلة فالأصل أنها أَصيلة؛ لأن القُرآن عرَبيٌّ، فإذا حكَمْنا بأن الأصل عرَبيٌّ جعَلنا اللغة العربية غَنيَّةً عن غيرها، وإذا جعَلْنا أصلَه فارِسيًّا، أو حبَشِيًّا، أو ما أَشبَه ذلك، ولكنه عُرِّب، فهذا يَعنِي أن