قوله تعالى:{بَلَى} هذه حَرْف جَواب، يُجاب بها النفيُ لإِثْباته.
فإذا قال قائِل: أينَ النفيُ فى هذه الآيةِ؟
قُلْنا: قول هذه المُكذِّبة: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} يَتَضمَّن أن الله تعالى لم يَهدِها، فقال الله تعالى:{بَلَى} يَعنِي: بلى قد جاءَك ما فيه الهِداية، وهو بَعْث الرُّسُل؛ لأن فيها {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} يَتَضمَّن الهِداية العِلْمية؛ هِداية الرُّشْد الذي هو التَّوفيق.
والخُلاصةُ: أن قولها: {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} يَتضمَّن نفيَ هِداية الله تعالى لها، لو أن الله تعالى هَداني لكُنْت، ولكنه لم يَهدِنِي، فلم أَكُن من المُتَّقين.
إِذَنْ: هذا الكلامُ يَتَضمَّن نفيَ الهِداية، فقال الله تعالى مُبطِلًا هذا النفيَ:{بَلَى} يَعنِي: بلى قد هَداكِ الله تعالى، هَداها بما جاءَت به، وهذه هِدايةُ الدَّلالة {بَلَى} أي: بلى قد هَداكِ الله تعالى.
قوله تعالى:{قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [القُرآن وهو سبَب الهِداية] ما سبَق ليس خاصًّا بأُمَّة مُحمَّد - صلى الله عليه وسلم - حتى يُقال: إن الآياتِ هي القُرآنُ، ولكنه