قوله تعالى:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} جُملة اسْمِية تُفيد الثُّبوت والاستِمرار، وأن الله تعالى دائِمًا وأبدًا هو الخالِق.
وقوله تعالى:{خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} مَعناها: مُوجِده على الصورة التي أَرادَها الله عَزَّ وَجَلَّ.
والخَلْق في الأصل بمَعنَى: التقدير، ولكنه يُطلَق على الإيجاد المَقرون بالتَّقدير والتَّسوِية والإحكام والنِّظام، فهُنا الخَلْق يُراد به الإيجاد على وجهٍ كامِل بتَقديره وتَسوِيته وتَنظيمه.
وقوله تعالى:{كُلِّ شَيْءٍ} قال بعض الناس: يُستَثْنَى من ذلك نفسُه، ولكن هذا ليس بصواب؛ لأنه من المَعلوم أن الفاعِل ليس المَفعولَ، وحينئذٍ لا يُحتاج إلى استِثناء، والاستِثناء يُحتاج في جُملةٍ يَكون فيها المُستَثْنى داخِلًا فيها لولا الاستِثناء، أمَّا هنا فلا يُمكِن أن يَكون داخِلًا فيها؛ لأن الفاعِل غير المَفعول، فالخالِق غير المَخلوق، ولا يُمكِن أن يُوجَد مَخلوقٌ ويُوجَد بعده خالِقه مثَلًا حتى نَقول: إن الجُملة تَحتاج إلى استِثناء.
قال تعالى:{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}: {وَهُوَ} يَعنِي: الله عَزَّ وَجَلَّ {عَلَى كُلِّ