قوله تعالى:{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي} الهَمْزة للاستِفْهام، والفاء حَرْف عَطْف، وهنا يُشكِل على هذا الإعرابِ ما اشتُهِر من أن هَمزة الاستِفهام لها الصَّدارة، وهنا قال تعالى:{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي} فإذا كان لها الصَّدارة فكيف تَأتِي الفاء بعدَها الدالة على أن الجُملة مَعطوفة؟
فالجَوابُ: إن في ذلك لعُلماءِ النَّحوِ رَحِمَهُم اللهُ وَجهَيْن:
الوجهُ الأوَّل: أن الهمزة للاستِفهام، وأنها داخِلة على جُملةٍ مَعطوف عليها، وتُقدَّر هذه الجُملةُ بما يُناسِب السِّياق، وعلى هذا فيَكون التَّقديرُ في هذه الآيةِ: قُلْ أَتَجْهَلون فغيرَ الله تَأمُرونِّي أَعبُد أيُّها الجاهِلون؛ ويُقدَّر في كل مَوضِع ما يُناسِبه، فقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}[يوسف: ١٠٩]، التَّقدير: أَغَفَلوا فلم يَسيروا في الأرض.
وقيل: إن الهَمْزة للاستِفْهام، وإن الفاء مُزحلَقة عن مَكانها، والتَّقدير: فأَغَيرَ الله. فتكون هذه الجُملةُ مَعطوفةً على ما سبَق، ولكن المَعنَى الأوَّل إذا تَيَسَّر وأَمكَن أن يُقدَّر شيءٌ مُناسِب فإنه أَوْلى.
يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ في إعرابه: [{غَيْرَ} مَنصوب بـ {أَعْبُدُ} المَعمول