قال الله عَزَّ وَجَلَّ:{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال رَحِمَهُ اللهُ: [أي: مَفاتيحُ خزائِنها من المطَر والنبات وغيرهما]، قوله تعالى:{لَهُ مَقَالِيدُ} المَقاليد جَمْع: مِقلاد، وهو ما يُقلَّد به الشيء، هذا هو هذا الأصل، والمُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ جعَل المَقاليد هنا بمَعنَى: المَفاتيح، ولو أنه قال:{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: تَدبير السمَواتِ والأرض. لكان أَوْلى؛ لأن كلِمة: المَفاتيح قد يَظُنُّ الظانُّ أنه يَملِك المفاتيح دون التَّدبير، ولكن الأمر ليس كذلك، فهو بيَدِه مَقاليد السمَواتِ والأرض. أي: تَدابيرُهما كما يَشاء.
ثُمَّ قال عَزَّ وَجَلَّ:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} مُبتَدَأ، وجملة:{أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} خبَرُه، وعلى هذا فتَكون هذه الجُملةُ تَتَضمَّن جُمْلَتين: كُبرى، وصُغرى.
الكبرى: هي المُكوَّنة من المُبتَدَأ والخَبَر، والصُّغرى: هي التي وقَعَت خبَرًا، فقوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا} مُبتَدَأ، {أُولَئِكَ} مُبتَدَأ آخَرُ {الْخَاسِرُونَ} خبَر المُبتَدَأ الآخَر، والجُملة من المُبتَدَأ الثاني وخبَرِه خبَرُ المُبتَدَأ الأوَّل.
وفائِدة الإتيان بهذا التَّركيبِ: أنه أُسنِدَت الجُمْلة الثانية إلى الأُولى حتى صارت