قوله تعالى:(سِيق) فِعْل ماضٍ مَبنيٌّ للمَجهول، والأَوْلى أن نَقول: مَبنيٌّ لما لَمْ يُسمَّ فاعِله؛ قالوا: أن الأَوْلَى الثاني؛ لأنه قد يَكون الفاعِل مَعلومًا، لكن حُذِف لغرَض آخَرَ؛ ولهذا كان تَعبير المُحقِّقين من النَّحويِّين أن يَقولوا: ما لم يُسمَّ فاعِله. وفي هذا الفِعْلِ نَقول: مَبنيٌّ لما لَمْ يُسمَّ فاعِله. فالظاهِر أن السائِق المَلائِكة، يَسوقُونهم إهانةً.
وقول المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ:[بعُنْف] دَليله قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ}[الطور: ١٣] مَعنَى الدَّعِّ: الدَّفْع بشِدَّة وقوة، هذا كيفية سَوْق الذين كفَروا.
وقوله تعالى:{الَّذِينَ كَفَرُوا} حُذِف المَفعول ليَعُمَّ كل ما يُكفَر به ممَّا يَجِب الإيمان به، فإذا كفَروا بالمَلائِكة فهم داخِلون في هذا، وكذلك إذا كفَروا بالنَّبيِّين، وبالكِتاب، وباليوم الآخِر، وبالقَدْر؛ فهم داخِلون في هذه الآيةِ، وكذلك إذا استكبَروا عمَّا يَجِب عليهم الإيمان به فإنهم يَكفُرون؛ لأن الكُفْر نَوْعان: كُفرُ جُحود، وكُفرُ