الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن عِباد الله تعالى يُخوَّفون بما دون الله تعالى؛ لقوله تعالى:{وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الشيطان وهو زَعيم أعداء الله تعالى يُخوِّف المُؤمِن العابِد لله تعالى بما دون الله تعالى، فتَجِده يَأتي للشخص الذي يُريد أن يَأمُر بالمعروف ويَنهَى عن المُنكَر يَقول: لا تَفعَل إن الناس سيُبغِضونك، وإن الناس سيَرمونك بالتَّشدُّد، وإن السُّلْطان ربما يُؤدِّبك. وما أَشبَه ذلك، ولكن المُؤمِن لا يَخاف من هذا ابَدًا؛ لأنه مُعتَصِمٌ بالله عَزَّ وَجَلَّ هو عبد الله، واثِقٌ بأن الله تعالى سيَنصُره، فلا يُهِمُّه هؤلاء، ولكن هل يَعنِي ذلك أن الإنسان يَتَجشَّم الأمور بالعاطِفة العاصِفة أو يَستَعمِل الحِكْمة ويَمضِي في الحقِّ؟
الجَوابُ: الثاني؛ ولذلك نحن نَنقِم على بعض الناس الذين عِندهم غَيْرة في دِين الله تعالى، ولكنهم لا يَأتون البُيوت من أبوابها، بل يُريدون أن يَأتوا الأمور بالعُنْف والقوَّة مع أنه ليس لهم قوَّة؛ فنحن نَقول: امضِ فيما أَمَرك الله تعالى به لكن مُستَعمِلًا في ذلك الحِكمةَ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أن كل ما سِوى الله تعالى فهو دون الله تعالى؛ لقوله تعالى:{وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} فليس هنا إلَّا الله تعالى أو من دون الله تعالى.
ويَتفَرَّع على هذه الفائِدةِ: أن كل مَن سِوى الله تعالى فهو مَغلوب، وإذا كان الله تعالى كافيًا عبدَه وكلُّ مَن سِوى الله تعالى فهو مَغلوب فهذا يَعنِي أن الإنسان سيُغلَب إذا حقَّق العُبودية.
ولكن قد يُورِد علينا مُورِد أن الله تعالى ذكَرَ أن من الناس مَن قَتَل الأنبياء، فكيف يُجمَع بين هذه الآيةِ وبين ما ثبَتَ من قَتْل بعض الأنبياءِ؟