عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قال للرجُل الأَعْرابيِّ الذي ذكَر له شَرائِعَ الإِسلام قال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ صَدَقَ هَذَا دَخَلَ الجَنَّةَ"(١).
وعليه - أي: على هذا الاحتِمالِ في الآية الكريمةِ - نَقول: إن النُّصوص دلَّتْ على أن اتِّباع الحسَن مُبرِئ للذِّمَّة، لكن الأكمَل اتِّباع الأحسَن.
فالإنسان مَأمور أن يَتَّبِع أحسَنَ ما أُنزِل إلينا في ذاتِه، ولو فَتَّشْت الكتُبَ السَّماوِيَّة التي نزَلَتْ لوَجَدْتَ أحسَن ما نَزَل هو القُرآن؛ ولهذا فسَّرَه المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ بقوله:[وهو القُرآن]، وكذلك أَحسَنُ ما أُنزِل إلينا إذا كانت عِبادة قام بها الإنسان على وجهٍ ناقِصٍ وعبادة قام بها على وجهٍ كامِلٍ، فالتي على وجهٍ كامِلٍ هي الأحسَنُ، فإذا وُجِد أعمالٌ تَتَفاضَل فالإنسان مَأمورٌ بأنَّ يَتَّبع الأحسَن منها:{أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}.
فقوله تعالى:{مِنْ رَبِّكُمْ} فيها إشارة إلى وُجوب اتِّباع الأحسَن؛ لأن هذا الأحسَنَ نازِل من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ومن الربِّ، والربُّ هو الذي له التَّصرُّف في العِباد تَدبيرًا وتَشريعًا وحُكْمًا.
قال رَحِمَهُ اللهُ: [{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} وهو القُرآن]،
(١) أخرجه البخاري: كتاب الإيمان, باب الزكاة من الإِسلام، رقم (٤٦)، ومسلم: كتاب الإيمان, باب بيان الصلوات، رقم (١١)، من حديث طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -، بلفظ: "أفلح إن صدق".