الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنهم يَدخُلون النار زُمَرًا، والحِكْمة من ذلك أَشار الله تعالى إليها في قوله تعالى في سورة الأعراف:{قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف: ٣٨].
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن أهل النار يُفاجَؤُون بها، فمِن حين إتيانهم تُفتَح؛ ليَكون ذلك أشَدَّ مُباغتةً وأشَدَّ حَرارةً - والعِياذُ بالله - فلا يُمَكَّنون من الصبر عنها طَرْفةَ عَيْن، مع أنهم يَوَدُّون أنها لا تُفتَح، ولكن الأمر على خِلاف ما يَوَدُّون فتُفتَح فَوْرًا.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن للنار أبوابًا؛ لقوله تعالى:{وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن النار مُظلِمة بعيدةُ القاع، يُؤخَذ من اسمها في قوله تعالى:{جَهَنَّمَ}.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: كمال تَنظيم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى للخَلْق، حيث جعَل للنار خزَنة، وللجَنَّة خزَنة، وفي هذه الآيةِ يَقول تعالى:{وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ}.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن هؤلاءِ الخزَنةَ يَنطِقون كما يَنطِق البَشَر بخِطاب مَفهوم.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن لُغة أهل النار واحِدة، وربما يُقال: إن لغاتِهم مُختلِفةٌ، وأن الملائكة لكَثْرتهم كلٌّ يُخاطِب القوم بما يَفهَمون من اللغة، والله أَعلَمُ.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: اجتِماع العَذاب القلبي والبدَني على أهل النار، أمَّا البدَنيُّ فظاهِر، وأمَّا القَلْبيُّ فما يَحصُل لهم من التوبيخ والتقريع في قوله تعالى:{أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ}، ومَعلوم أن من الناس مَن يُحِبُّ أن يُوسَع جِسْمه ضربًا ولا يُوبَّخ