ولا النافِيَة للجنس يقول علماء النحو والبلاغة: إنَّها نَصٌّ في العُمُوم؛ يعني لَيْسَتْ ظاهرةً في العموم، بل هي أبلغ من الظَّاهِرَة: نصٌّ في العموم.
ولهذا يقال فيها: نافيةٌ للجِنْس لا للوَحْدَةِ، بل للجنس كلِّه، إذن لا يوجد إله إلا اللهُ، ولكن يجب أن نعلم أنَّ المنفِيَّ هنا (الإلهُ الحَقُّ) يعني لا إله حَقٌّ إلا اللهُ، أما الآلِهَة الباطِلَةُ فإنها موجودة؛ كما قال الله تعالى:{فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ}[هود: ١٠١] فسماها: آلهة؛ وقال تعالى:{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}[الشعراء: ٢١٣] إلهًا آخر، فسمَّاه:{إِلَهًا} لكنه إله باطِلٌ، كما قال الله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}[الحج: ٦٢].
فإذا سألنا سائل: هل مع الله إلهٌ؟
فالجواب: يكون بالتَّفْصيل، وهو:
إن أردْتَ إلَهًا حقًّا فلا، وإن أردت إلهًا باطِلًا يُسمَّى: إلَهًا وليس بإله، فهذا موجودٌ.
وفي قوله:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} إذا قال قائل: أين خبَرُ (لا) هل هو: (هو) أم ماذا؟
فنقول: لا يمكن أن يكون خبر (لا): (هو)؛ لأنَّ (لا) النافية للجنس لا تعمل إلا في النَّكِرَات؛ قال ابن مالك رَحِمَهُ اللهُ:
فلا تعمل إلا في النَّكِرات، وهنا (هو) مَعْرِفَة، فنقول: الخبر محذوف، تقديره: لا إله حقٌّ إلا اللهُ، هكذا يجب أن يقال، وأخْطَأَ من قال: لا إلَهَ موجودٌ إلا اللهُ؛ لأنَّ