٥ - الموضح أوهام الجمع والتفريق: والذي يقول في مقدمته: «قد أوردنا في هذا الكتاب ذكر جماعة كثيرة من الرواة انتهت إلينا تسمية كل واحد منهم وكنيته والأمور التي يُعْزى إليها، كنسبته على وجوه مختلفة في روايات مفترقة، ذُكِرَ في بعضها حقيقةُ اسمه ونسبه، واقْتُصِر في البعض على شهرة كنيته أو لقبه، غير في موضع اسمه واسم أبيه وموه ذلك بنوع من أنواع التمويه، ومعلوم أن بعض من انتهت إليه تلك الروايات، فوقوع الخطأ في جمعها وتفريقها غير مأمون عليه، ولما كان الأمر على ما ذكرته بعثني ذلك على أن بينته وشرحته … ».
وهذه الخمسة الكتب المذكورة آنفًا قد وصلتنا والحمد لله من تراث الخطيب ﵀ وطبعت.
ومما لم يصلنا من تصانيفه ويتعلق بهذا الأمر:
كتاب «رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب»، وكتاب «المكمل لبيان المهمل».
هذان الكتابان ذكرهما ﵀ في كتابنا هذا المؤتنف وفي غيره من تصانيفه وأحال عليهما في بعض المواضع.
ويأتي كتاب «المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف» ليختم به الخطيب ﵀ تلك المكتبة المباركة التي تركها لأمته من بعده، وإن كنت لا أستطيع الجزم بأن المؤتنف هو آخر ما صنف الخطيب ﵀ غير أني على يقين من أنه آخر ما قُرئ عليه قبل أن يلقى ربه تعالى؛ فإن السماعات التي جاءت على نسخته الفريدة مؤرخة في رمضان من العام الذي قُبِض فيه، وقبض هو في ذي الحَجة من نفس العام بعد مرض ابتدأه من نصف رمضان.