للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والعشرين من ذي الحجة سنة خمسين وأربع مائة (١).

وبموت الوزير ابن المسلمة، لم يعد للخطيب أمن في بغداد، إذ طمع في أعداؤه من الحنابلة وتجرءوا عليه، وفي ذلك يقول ابن الجوزي: «كان أبو بكر الخطيب قديمًا على مذهب أحمد بن حنبل، فمال عليه أصحابُنا لما رأوا من ميله إلى المبتدعة، وآذوه» (٢).

خروجه من بغداد:

فاضطر الخطيب للخروج من بغداد، يقول: «وخرجت من بغداد يوم النصف من صفر سنة إحدى وخمسين» (٣).

يقول ابن كثير: «ولما وقعت فتنة البساسيري ببغداد سنة خمسين، خرج منها إلى الشام، فأقام بدمشق بالمئذنة الشرقية من جامعها وكان يقرأ على الناس الحديث النبوي» (٤).

وطاب له المقام بدمشق حتى بعد أن قُضي على البساسيري في آخر السنة التي خرج فيها الخطيب من بغداد، فكما مر آنفًا فإنه أقام بالمئذنة الشرقية من جامع دمشق يقرأ على الناس الحديث، وكان جهوري الصوت يسمع صوته من أرجاء الجامع كلها.

يقول أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي اللغوي: «لما دخلت دمشق في سنة ست وخمسين، كان بها إذا ذاك الإمام أبو بكر الحافظ، وكانت له حلقة كبيرة يجتمعون في بُكْرة كلِّ يوم فيقرأ لهم، وكنت أقرأ عليه الكتب الأدبية المسموعة له، فكان إذا مر في كتابه شيءٌ يحتاج إلى إصلاح يصلحه


(١) «تاريخ بغداد» (١٣/ ٣٢٧).
(٢) ينظر: «المنتظم» لابن الجوزي (١٦/ ١٣٢).
(٣) «تاريخ بغداد» (١١/ ٥١).
(٤) «البداية والنهاية» (١٦/ ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>