للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قتله مصلحة، هَذَا مشهور بالعراق، إن قتلته قتل به جماعة من الشيعة، وخربت المشاهد. قال: فَمَا ترى؟ قال: أرى أن يخرج من بلدك. فأمرَ بإخراجه، فراح إِلَى صور، وبقي بها مدّة» (١).

وكان خروجه من دمشق في يوم الاثنين الثامن عشر من صفر سنة تسع وخمسين وأربعمائة قاصدًا إلى صور وأقام بها وكان يسافر إلى القدس ويعود إليها ثم خرج من صور في أواخر شهور سنة اثنتين وستين وأربعمائة وتوجه إلى طرابلس وإلى حلب وأقام في كل واحد من البلدين أيامًا يسيرة ثم انتقل إلى بغداد (٢).

رجوعه إلى بغداد:

أقام في صور ثلاث سنوات لا يمل ولا يفتر من الإقراء والتحديث، والسماع المدون على كتابنا هذا المؤتنف شاهد على ذلك، ثم حداه الشوق إلى الرجوع إلى وطنه والذي شرب من ماء زمزم ودعا ربه أن يحدث بتاريخه فيه = بغداد، فخرج من صور سنة اثنتين وستين وأربعمائة بصحبة تلميذه وصاحبه أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي، وقد ذكرت ترجمته فيما مضى، فهو الذي نقل الخطيب إلى بغداد وتعهده وكان عديله في سفرته وقال: كنت عديل أبي بكر الخطيب من دمشق إلى بغداد، فكان له في كل يوم وليلة ختمة، لذلك خصه الخطيب بأصل تاريخه بخطه (٣).

ويعود إلى بغداد قبل وفاته بسنة واحدة (٤) ويحدث بتاريخ بغداد فيها،


(١) «تاريخ الإسلام» للذهبي (١٠/ ١٨٣).
(٢) «تاريخ دمشق» لابن عساكر (٥/ ٤٠).
(٣) «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٧٩)، و (١٩/ ١٥٣).
(٤) ينظر: «المنتظم» لابن الجوزي (١٦/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>