للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا مَلَك الهوى يومًا قِيادِي … ولا عاصيته فثنى عَنانِي

عرفت فعاله بذوي التَّصَابِي … وما يلقون من ذل الهوانِ

فلم أُطْمِعْهُ فيَّ وكم قتيلٍ … له في الناس ما يحصى وعانِ

طلبت أخًا صحيح الود مَحضًا … سليم الغيب مأمون اللسان

فلم أعرف من الإخوان إلا … نفاقًا في التباعد والتداني

وعالِم دهرنا لا خير فيه … ترى صورًا تروق بلا معاني

ووصف جميعهم هذا فما أن … أقول سوى فلان أو فلان

ولما لم أجد حُرًّا يواتي … على ما ناب من صرف الزمان

صبرت تكرمًا لفراغ دهري … ولم أجزع لما منه دهاني

ولم أك في الشدائد مُستَكينًا … أقول لها ألا كُفِّي كَفَانِي» (١).

وبمثل هذه النفس التي تناءت عن الرذائل والصغائر والدنايا من أمور الدنيا يكون العالم الذي يصنف كما صنف الخطيب ويملأ الدنيا علمًا حتى يصير من بعده عيالًا عليه في العلم الذي تخصص فيه كما يقول ابن نقطة .

وهاك ما ذكروه من تصانيفه جملة دون تفصيل لكي لا نطيل:

يقول ابن الجوزي (٢): وصنف فأجاد، فله ستة وخمسون مصنفًا بعيدة المثل منها: «تاريخ بغداد»، «وشرف أصحاب الحديث»، و «كتاب الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع»، و «الكفاية في معرفة أصول علم الرواية»، و «كتاب المتفق والمفترق»، و «كتاب السابق واللاحق»، و «تلخيص المتشابه في الرسم»، و «كتاب باقي التلخيص» (٣)، و «كتاب الفصل والوصل»،


(١) «المنتظم» لابن الجوزي (١٦/ ١٣١).
(٢) «المنتظم» لابن الجوزي (١٦/ ١٣٠).
(٣) يعني: تالي تلخيص المتشابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>