للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث» (١).

ويقول الحافظ الذهبي: «وكتابة الخطيب مليحة مفسرة، كاملة الضبط، بها أجزاء بدمشق رأيتها» (٢).

قلت: وقد بقي لنا كتابنا هذا المؤتنف شاهد على ما ذكره الإمام الذهبي.

عقيدة الإمام الخطيب:

كان على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري في الأصول، وقد مات أبو الحسن الأشعري وعقيدته في الصفات إثباتها وعدم تأويلها، متبعا مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل ، وفي ذلك يقول الخطيب نفسه: «أما الكلام في الصفات، فإن ما روي منها في السنن الصحاح، مذهب السلف: إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين الله تعالى بين الغالي فيه والمقصر عنه.

والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلومًا أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف.

فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه، ولا نقول: إن معنى اليد القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر: العلم، ولا نقول:


(١) «تكملة الإكمال» لابن نقطة (١/ ١٠٣ - ١٠٤).
(٢) «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>