للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنها جوارح. ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ٤]» (١).

أقوال بعض أهل العلم في الثناء على الخطيب:

يقول تلميذه ومعاصره الأمير أبو نصر ابن ماكولا: «فإن أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي وكان أحد الأعيان ممن شاهدناه معرفةً وإتقانًا وحفظًا وضَبطًا لحديث رسول الله ، وتَفَنُّنًا في عِلله وأسانيده وخبرةً برواته ونَاقِليه، وعِلمًا بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره، وسقيمِه ومطروحه، ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني من يَجْري مَجراه، ولا قام بعده بهذا الشأن سواه» (٢).

وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: «أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه.

وقال أبو الفتيان الحافظ: كان الخطيب إمام هذه الصنعة، ما رأيت مثله» (٣).

وقال السمعاني: «والخطيب في درجة القدماء من الحفاظ والأئمة الكبار كيحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن أبي خيثمة وطبقتهم، وكان علامة العصر، اكتسى به هذا الشأن غضارة وبهجة ونضارة وكان مهيبًا وقُورًا نبيلًا خطيرًا ثِقةً صدوقًا متحريًا حُجةً فيما يُصَنِّفُه ويقوله وينقله ويجمعه، حسنَ النَقل والخَط، كثير الشكل والضبط، قارئًا للحديث فصيحًا وكان في


(١) «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٨٤).
(٢) «تهذيب مستمر الأوهام» لابن ماكولا (ص ٥٧).
(٣) «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>