سوى النظر فيه النظرة الأخيرة -إن فعل- قبل أن يخرج للناس، فيكل المطابقة لشخص، والضبط لآخر، والتخريج ربما لامرأته، والتنسيق لمكتب التنضيد، … فهذه كلها أشياء يربأ الإمام المحقق بنفسه أن يخوض فيها! ثم إن هذا سيضيع وقته الثمين الذي تحتاجه الأمة ليغشها بكتاب آخر من تحقيقه!! ألا فليتق الله من يفعل ذلك، ويعلم أنه داخل تحت قول النبي ﷺ«المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» أخرجه البخاري.
ولا يعفيه من ذلك كتابة قائمة بأسماء المشاركين له في العمل في طيات المقدمة، فقليل من الناس من يقرأ مقدمات التحقيق، ألا وليعلم أن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل.
وإني لأحمد ربي ﷿ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه أن وفقني لتحقيق هذا الكتاب النافع الماتع الذي ما استفدت من كتاب حققته كما استفدت من هذا الكتاب، وأحمده تعالى أن وفقني لصحبة الإمام الخطيب ما يقرب من عام كامل، فتحقيق كتاب بخط صاحبه يشعرك أنك معه يحادثك وتحادثه، ويفيدك وتستفيد منه، ويؤنسك وتؤنسه، فاللهم لك الحمد على ما وفقت.
وعملا بحديث رسول الله ﷺ:«لا يشكر الله من لا يشكر الناس» الذي أخرجه أبو داود والترمذي.
فإني أوجه شكري أولا للشيخ الكريم أبي عاصم إبراهيم نجم الدين أستاذنا في دار هجر الذي دلني على الكتاب قبل خمسة عشر عامًا فاللهم بارك له في عمره وعلمه وأهله.
وصديقي وخليلي الدكتور عمرو مبروك الذي سعى لي في تصوير الكتاب ملونا من مكتبة الدولة ببرلين، فجزاه الله عني خيرًا وسدد خطاه وألهمه رشده.