للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلما دارت الزجاجة ... وذكر باقي الحكاية بنحو ما في الأولى.

[وحدث رزين العروضي]

قال: أصبحت مخموراً فتفكرت فيمن آنس به، فذكرت عنان، فاستأذنت عليها، فإذا عندها أعرابي. فقالت: يا عم، قد أتاني الله بك على فاقة، إن هذا الأعرابي قصدني، فقال: قد بلغني أنك شاعرة، فقولي حتى أجيز، وقد أرتج علي، فقلت:

لقد قل العزاء وعيل صبري ... عشية عيسهم للبين زمت

فقال الأعرابي:

نظرت إلى أوائلهن صبحاً ... وقد رفعت لها حدج فحنت

فقالت عنان:

كتمت هواهم في الصدر مني ... ولكن الدموع علي نمت

فقال الأعرابي: أنت أشعرنا، ولولا أنك حرمة لقبلتك.

[قال وروى محمد بن عيسى بن عبد الرحمن]

قال: خرج إبراهيم بن عباس الصولي ودعبل بن علي الخزاعي وأخوه رزين، في نظراء من أهل الأدب رجالة إلى بعض البساتين في خلافة المأمون، وذلك في زمن خمول إبراهيم، فلقوا جماعةً من أهل السواد من حمال الشوك، فأعطوهم شيئاً وركبوا حميرهم، فأنشأ إبراهيم يقول:

أعيضت من حمول الشو ... ك أحمالاً من الحرف

نشاوى لا من الصهبا ... ء بل من شدة الضعف

فقال رزين:

فلو كنتم على ذاك ... تميلون إلى قصف

تساوت حالكم فيه ... ولم تبقوا على خسف

فقال دعبل:

وإذ فات الذي فات ... فكونوا من أولى الظرف

ومروا نقصف اليوم ... فإني بائع خفي

فانصرفوا عنه، وباع خفه، وأنفق ثمنه عليهم.

[وذكر يزيد بن أبي اليسر الرياضي في كتابه الأمثال]

الذي جمعه للمعز بن تميم صاحب القاهرة، قال: أخبرني سيبويه قال: اجتمع محمد بن مقبل ومحمد بن مجمع وأبو نصر الأشعثي في بستان لابن مقبل، وفي البستان نرجس تميس به الريح، فقال ابن مقبل:

شموس وأقمار من الزهر طلع ... لذي اللهو في أكنافها متمتع

فقال محمد بن مجمع:

<<  <   >  >>