فقال الأعيمي:
يا حسن حمامنا وبهجته ... مرأى من السحر كله حسن
ماء ونار حماهما كنف ... كالقلب فيه السرور والحزن
ثم أعجبه المعنى فقال:
ليس على لهونا مزيد ... ولا لحمامنا ضريب
ماء وفيه لهيب نارٍ ... كالشمس في ديمةٍ تصوب
وأبيضٍ تحته رخام ... كالثلج حين ابتدا يذوب
وقال ابن بقي:
حمامنا فيه فصل القيظ يحتدم ... وفي للبرد عسر غير ذي ضرر
ضدان ينعم جسم المرء بينهما ... كالغصن ينعم بين الشمس والمطر
وقال الأعيمي وقد نظر فيه إلى فتى صبيح:
هل استمالك جسم ابن الأمين وقد ... سالت عليه من الحمام أنداء
كالغصن باشر حر النار من كثبٍ ... فظل يقطر من أعطافه الماء
قال علي بن ظافر
وذكر لي أن جماعةً من الشعراء في أيام الأفضل خرجوا متنزهين إلى الأهرام ليروا عجائب مبانيها، ويقرءوا ما سطر الدهر من العبر فيها، فصنع أبو الصلت أمية بن عبد العزيز، وأنشد:
بعيشك هل أبصرت أعجب منظراً ... على ما رأت عيناك من هرمي مصر
أنافا بأكنان السماء وأشرفا ... على الجو إشراف السماك على النسر
وقد وافيا نشزاً من الأرض عالياً ... كأنهما نهدان قاما على صدر
وصنع أبو منصور ظافر بن الحداد:
تأمل هيئة الهرمين وانظر ... وبينهما أبو الهول العجيب
كعمارتين على رحيلٍ ... بمحبوبين بينهما رقيب
وفيض البحر عندهما دموع ... وصوت الريح بينهما نحيب
وظاهر سجن يوسف مثل صبٍ ... تخلف، فهو محزون كئيب
[وأخبرني الشريف فخر الدين أبو البركات العباس بن عبد الله العباسي الحلبي]
قال: اجتمع مهذب الدين أبو الحسين بن منير والشيخ أبو عبد الله محمد بن