فقال عبد الكريم بن إبراهيم النهشلي قد علمتم أني امرء مرو، ولست بصاحب بديهة، فبدرهم يعلى بن إبراهيم الأريس، وهو أصغرهم سناً إذ ذاك، فقال:
وخيفانةٍ صفراء مسودة القرا ... أتتك بلون أسودٍ تحت أصفر
وأجنحةٍ حمر كأمثال ردنةٍ ... تقاصر عن أطراف بردٍ محبر
[وروى أن الشيخ أبا الحسن علي بن عبد الرحمن الصقلي]
دخل على بعض الرؤساء، وبين يديه طبق قد ملئ ورداً أحمر وأبيض فاستدعى منه وصفه، فقال بديهاً:
كأنما الورد الذي نشره ... يعبق من طيب معانيكا
دماء أعدائك مسفوكة ... قد قارنت بيض أياديكا
[وذكر صاحب الدمية الباخرزي أن الشريف محمد ابن علي بن الحسين الهمداني]
قال: دخلت على عمي الرئيس أبي الحسن وقد دخل عليه غلام فحياه بنرجسة، فقال لي: قل فيه شيئاً صفه به، فقلت:
ومكحلٍ بالسحر أحور شادنٍ ... حيا بنرجسةٍ أوان بكور
فكأنه وكأنها في كفه ... بدر يريك التبر في الكافور
وتركبت فوق الزبرجد حلقة ... تحكي فتور اللحظ من مخمور
قال علي بن ظافر
وبالإسناد المتقدم عن ابن بسام في كتاب الذخيرة أن أبا الفضل محمد بن عبد الواحد الدارمي البغدادي، حضر مجلس المعز بن باديس يوماً، وبالمجلس ساقٍ وسيم، قد مسك عذاره ورد خديه، وعجزت الراح أن تفعل في الندمان فعل عينيه، فأمر المعز بوصفه، فقال بديهاً:
ومعذرٍ نقش الجمال بمسكة ... خدا له بدم القلوب مضرجا
لما تيقن أن سيف جفونه ... من نرجس جعل النجاد بنفسجا
قال علي بن ظافر
ذكر ابن خاقان في كتاب قلائد العقيان ما معناه قال: حضر الاستاذ. أبو محمد عبد الله بن السيد البطليوسي عند المأمون ابن ذي النون ببعض متنزهاته، في يوم طاب نسيمه، وسرت بالسعود نجومه، والروض قد أجاد وشيه راقمة، والماء قد جرت بين الأعشاب أرقامه؛ وثم بركة مملوءة، كأنها مرآة مجلوة، قد اتخذت سباع الطير بشاطها غاباً، ومجت بها من سائغ الماء لعابا، لا تزال تقذف الماء ولا تفتر، وتنظم لآلئ الحباب بعدما تنثر،