[وأنبأني الفقيه أبو محمد عبد الخالق المسكي]
قال: أنشدني تاج الدين المسعودي أبو سعيد عبد الرحمن قال: أنشدني ظهير الدين أبو النجيب الحسن بن شهراسوب القاضي أبو بكر الأرجاني، وقد دخل عليه من طمع في طيلسانه، فقال ارتجالا:
حسبك مني يا فتى خلعة ... أمسك عن نشر مساويكا
في طيلساني لا تكن طامعاً ... طي لساني عنك يكفيكا
وقد أخبرني العماد أبو حامد، أنه سمع جميع شعر القاضي أبي بكر على ابنه عنه، وطلب مني قراءته عليه، فلم أتفرغ له، وأجازنيه في جملة ما أجازني روايته عنه.
[وأخبرني القاضي الوجيه الحسين أبي منصور بن حران الواسطي]
قال: كنت مع خالي نجم الدين بن أبي الغنائم بن المعلم الهرني على طعام، فأنهى إليه أن ظهير الدين محمود بن محمد بن بردامسيا ضامن بلاد واسط، قد طرح على قرى كانت في ملكه عدة أكرار أرز، فناولني درجاً، ثم قال لي: اكتب، فكتب:
إيه ظهير الدين إنك في ندى ... ووغى كغيث جداً وليث عرين
وإذا امرؤ ضاقت عليه أموره ... وكأنه في حلقة التسعين
ودعا بك انفرجت سجون صعابها ... عنه بأبلج شامخ العرنين
ثم أتبعها رسالة أملاها لي إليه وأرسلها.
[وأنبأنا العماد الأصفهاني إجازة]
قال: اجتمعت أنا والمرتضى ابن أبي المؤيد الجعفري الأصفهاني، فجرى بيننا في المحاورة ذكر رجل يقال له ابن عمرو، وكان ينسب إلى كبر، فنظم الجعفري بديهة يخاطب جمال الدين ابن الخجندي فقال:
أيها الصدر كم تشيع فينا ... من تخيرته بما ليس فيه
وإذا ما عددت أبناء فضلٍ ... فابن عمرو كمثل واو أبيه
وأنبأني أيضاً
قال: أخبرني أكرم الدين أبو سهيل خازن دار الكتب بالنظامية قال: دخل علي عزيز بن محمد الشلمكي دار الكتب وبيده عصا، فقلت: إن العصا للشيخ رجل ثالثة، فقال بديهاً:
ضعف جسمي لمشيبي ... لم يضع مني وقارا
صار حالي عبرة العا ... قل إن رام اعتبارا
العصا صارت حماري ... ولها صرت حمارا