للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا كمصة خد الحبيب ... وذاك كما عل صرف الشراب

[قال وكنت أنا وأبو الفرج الببغاء نشاهد بركة ملئت]

وجعل فوقها ورد وبهار وشقائق حتى غطى أكثر الماء، وحضر أبو علي الهائم، فسأل أبا الفرج أن يعمل في ذلك شيئاً، فعمل بحضرتنا، وأنشد:

خجل الورد من جوار البهار ... فمشى باحمراره في اصفرار

وحكى الماء فيهما أحمر اليا ... قوت حسناً مرصعاً بنضار

جمعا بالكمال في بركةً تمت ... ع حسناً نواظر الحضار

أضرم الماء بالشقيق بها النا ... ر وعهدي بالماء ضد النار

فوجدنا أخلاق سيدنا الزه ... ر ذكاء يربي على الأزهار

ظلت منه ومن نداماه للأن ... س نديم الشموس والأقمار

[قال وكنت بحضرة عضد الدولة في مجلس أنس في عشية من العشايا]

فغنى له من وراء ستارة الخاصة صوت هو:

نحن قوم من قريش ... ما هممنا بفرار

وبعد أبيات ركيكة، فقال: أتعرفون لمن هذه؟ فقال أبو عبد الله بن المنجم: بلغني أن الشعر للمطيع بالله واللحن له، فقال لي اصنع أبياتاً على وزنها وقافيتها ليكون هذا اللحن المليح في شعر جيد، فتباعدت عن المجلس، واستدعيت دواة ودرجاً وعملت:

أيهذا القمر الطا ... لع من دار القماري

رائحاً من خيلاء الحس ... ن في أبهى إزار

والذي يجني ولا يتبع ذنباً باعتذار

أوضح العذر عذارا ... ك على خلع العذار

أنا من هجرك في بع ... دٍ على قرب مزار

فاستحسنها جداً، وأنشد:

نحن قوم نحفظ العه ... د على بعد المزار

ونمير السحب سحبا ... من أكف كالبحار

أبداً ننحر للضي ... ف بدوراً من نضار

<<  <   >  >>