للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال:

لاتقتنع بالكاس واب ... غ الري من جام وكاس

واكرع فما حق المدا ... مة أن تراك وأنت حاسي

فقلت:

خذها لها إن ساورت ... عقل الفتى أي افتراس

واترك على الأعراب ما اخ ... تاروه من لبن العساس

فقال:

من كف ظبي لين ال ... أعطاف صلد القلب قاسي

ظبي ولكن القلوب ... ب تكنه بدل الكناس

فقلت:

يحنى بلا سكرٍ ويك ... سر جفنه لا من نعاس

يهوى ويذكر وهو سا ... ل للذي يهواه ناسي

ثم شغلنا بالوصول، واستدعاني السلطان فدخلت إليه، فعمل الشهاب تمامها وأنا عنده، وكتبها على هذه الصورة وأنفذها إلى:

سهل الخلائق رطبها ... صعب الشكيمة والمراس

لا يستجيب ولا يطي ... ع ولا يجود ولا يواسي

ما بين ندمانٍ ظرا ... فٍ حين تخبر كياس

واشرب برأس التل لا ... تحفل بغمدانٍ براس

واهنأ بدولة سيف ذي ... يزنٍ ودولة ذي نواس

فلقد فضلتهما بمج ... دٍ شامخٍ وندى وباس

ورواق ملكٍ ثابت ال ... أركان سامي الفخر راس

فالعمر ما تم السرو ... ر به كقول أبي فراس

لا زال يخدمك الزما ... ن ومن حواه من أناس

واتفق يوماً

وقد اجتمعنا بثغر الإسكندرية أيام حلول السلطان الملك العزيز به إلى جزيرة الثغر لزيارة قبر أخينا الأعز بن المؤيد - رحمه الله - وقد كان توفي أغبط ما كان بالحياة، وأيأس ما كان من الوفاة، وغصن شبابه رطيب، والزمان بالثناء على فضله الخطير خطيب، فلما حللنا بفناء قبره، وأرسلنا سيل المدامع لذكره، قال الشهاب:

أيا قبر الأعز سقيت غيثاً ... كجود يديه أو دمعي عليه

وقلت:

وحلت جانبيك مروج زهرٍ ... تحاكي طيب أوقاتي لديه

فقال الشهاب:

لفقد إخائه الصافي وداداً ... وددت الموت من شوق إليه

ومن التمليط الواقع بين ثلاثة من الشعراء مما كان بقسيم لقسيم:

[روى المدائني]

قال: خطب أويس القرني رضي الله عنه أم الشماخ ومزرد وجزء، بني ضرار، وحضر إليهم، فقال الشماخ:

نبئتها ناكحةً أويسا

فقال مزرد: يهدي إليها أعنزاً وتيسا فقال جزء: حمقا ترى ذاك بها أم كيسا فقال أويس: لعن الله من يكون رابعكم.

وما أحسب أويساً رضي الله عنه خطب امرأة قط، ولعله غيره، أو في الرواية وهم.

[ومن ذلك ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن رجاله]

وتتصل روايته بالحرمازي؛ قال: نزل شبيب بن البرصاء المري وأرطأة بن زفر وعويف القوافي برجلٍ من أشجع، كثير المال يسمى علقمة، فأتاهم بشربة

<<  <   >  >>