هيجت بالبيت الذي أنشدتني ... حبا بقلبي للإمام دفينا
فقام أبو نواس عند ذلك، وخرج وهو ينشد:
عجباً من حماقة الذلفاء ... تتشهى فياشل الخلفاء
قال ابن أبي فنن: فأجزت أنا قول أبي نواس، وأكثر الناس يروونه له:
لو تشهيت غيره كان أولى ... من أيور الدناة والضعفاء
إن أدنى الأمور عندي منالاً ... شهوات الأكفاء للأكفاء
[وروى أحمد بن معاوية]
قال: قال لي رجل: تصفحت كتباً، فوجدت فيها بيتاً جهدت جهدي أن أجد من يجيزه، فلم أجد، فقال لي صديقي: عليك بعنان جارية الناطفي، فجئها فقلت: أجيزي:
فما زال يشكو الحب حتى رأيته ... تنفس في أحشائه وتكلما
فلم تلبث أن قالت:
ويبكى فأبكى رحمةً لبكائه ... إذا ما بكى دمعاً بكيت له دما
[وروى العباس بن رستم]
قال: دخلت مع أبان اللاحقي على عنان في خيشها، فقال:
العيش في الصيف خيش
فقالت مسرعة:
إذ لا قتال وجيش
قال: فأنشدتها لجرير:
ظللت أواري صاحبي صبابتي ... وقد علقتني من هواك علوق
فقالت:
إذا أغفل الخوف اللسان تكلمت ... بأسراره عين عليه نطوق
[وذكر الجهشياري في كتاب الوزراء والكتاب]
حدث محمد بن الفضل الهاشمي قال: حدث أحمد بن سلمة الكاتب، أنه قال لعياش بن القاسم: اجتمعت مع عمرو بن مسعدة وأحمد بن يوسف في مجلس فيه قينة، فغنت:
أناس مضوا كانوا إذا ذكر الألي ... مضوا قبلهم صلوا عليهم وسلموا
فقال عمرو: هو - والله - حسن، إلا أنه مفرد، فأضيفوا إليه بيتاً آخر، فإنه أحسن له وأطول للقافية، وأطوع للغناء فيه، فقال أحمد بديهاً:
وما نحن إلا مثلهم غير أننا ... أقمنا قليلاً بعدهم وتقدموا
فغنت بهما المغنية، فطربوا وشربوا عليهما بقية يومهم.
[وروى علي بن الحسن الباخرزي في كتاب دمية القصر]
أن أبا جعفر محمد بن إبراهيم المعدني، معدن زوزن؛ رأى على جدارٍ بيتاً مكتوباً: