لاعب مصري ساحر، فكان لعبه حسنا، فارتجل أبو عبد الله ابن الحداد قائلا:
كذا فلتلح قمراً زاهرا ... وتجنى الهوى ناضراً ناظرا
وإن ليومك ذا رونقاً ... منيراً كنور الضحى باهرا
وسيبك صيب ندى مغدقٍ ... أقام لنا هامياً هامراً
صباح اصطباحٍ بإسفاره ... لحظنا محيا العلا سافرا
وأطلعت فيه نجوم الكئوس ... فما زال كوكبها زاهرا
وأسمعتنا لاحناً فاتناً ... وأحضرتنا لاعباً ساحرا
يرفرف فوق رءوس القيان ... فننظر ما يذهل الناظرا
ويخطفها ذيل سرباله ... فننظر طالعها غائرا
فظاهرها ينثني باطناً ... وباطنها ينثني ظاهرا
وثناه ثانٍ لألعابه ... دقائق تثني الحجا حائرا
وفي سورة الراح من سحره ... خواطر دلهت الخاطرا
إذا ورد اللحظ أثناءها ... فما الوهم عن وردها صادرا
ومن حسن دهرك إبداعه ... فما انفك عارضها ماطرا
وسعدك يجتلب المغربات ... فيجعل غائبها حاضرا
وحضر الأديب أحمد بن الشفاق المنعوت بالمنفتل عند القائد ابن دري بجيان هو وأبو زيد بن مقانا الأشبوني
فأحضر لهما عنباً أسود مغطى بورق أخضر، فارتجل المنفتل:
عنب تطلع من حشى ورقٍ لنا ... صبغت غلائل جلده بالإثمد
فكأنه من بينهن كواكب ... كسفت فلاحت في سماء زبرجد
قال وحضر ابن مرزقان ليلة عند ذي النون بن خلدون وبحضرته وصيفة تحمل شمعة فاستحسنها ابن مرزقان
فقال بديهاً:
يا شمعةً تحملها أخرى ... كأنها شمس علت بدرا
امتحنت إحداهما مهجتي ... بمثل ماتمتحن الأخرى
قال ودخل الأديب غانم يوماً على باديس بن حيوس صاحب غرناطة فوسع له على ضيق في المجلس
فقال بديهاً:
صير فؤادك للمحبوب منزلةً ... سم الخياط مجال للمحبين